الاحتفال باليوم الوطني للبيئة
في الخامس من آذار من كل عام، يحتفل الفلسطينيون بيوم البيئة الوطني، لكن الاحتفال هذا العام مختلف، فقد أثر التفشي العالمي لفيروس كورونا على كل جزء من حياتنا. كان للإجراءات المتخذة للسيطرة على انتشار الفيروس وتباطؤ الأنشطة الاقتصادية آثار سلبية وكذلك إيجابية على بيئتنا، حيث أدى الإغلاق الذي حدث بسبب الوباء إلى تحسين جودة الهواء بشكل ملحوظ، وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وخفض تلوث المياه والضوضاء. من ناحية أخرى، كانت هناك زيادة في النفايات الطبية كالمطهرات والأقنعة والقفازات، وازداد عبء النفايات غير المعالجة التي تُعرض البيئة للخطر باستمرار.
على الرغم من كل هذا، فإن أعضاء النادي البيئي من طلاب ومعلمين، في المناطق التي تعمل فيها مؤسسة الرؤية العالمية، في الـ37 مدرسة المستهدفة في مشروع ''تعزيز الممارسات الصديقة للبيئة ومفهوم المدارس الخضراء في فلسطين''، يواصلون العمل بجد لتعزيز حماية البيئة والطبيعة، ويحتفلون بالتنوع الحيوي في طبيعة فلسطين الغنية. هذا المشروع ممول من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ).
"بصفتي عضوة في النادي البيئي في مدرسي، فقد شاركت في زراعة الأشجار والزهور في حديقة مدرستي. لقد منحني المشروع فرصة لتطوير أفلام قصيرة حول إعادة التدوير والمشاركة في مسابقة إنتاج فيديو حول إعادة التدوير“، تقول عائشة، عضوة في النادي البيئي في مدرستها. أما ضياء، عضو في النادي البيئي في مدرسته، فقال: "لقد ساعدني المشروع في معرفة كيفية البدء بالتسميد، وهو مشروع بدأته في مدرستي. أنا الآن على دراية بنوع النفايات التي يمكن تحويلها إلى سماد في المدرسة وفي المنزل أيضًا. لقد ساعدنا هذا في التعامل مع نفايات مدرستنا وتحسين جودة التربة والنباتات“. بينما قالت نور، طالبة في الصف الثامن: "لقد تعلمت الكثير من الانضمام إلى النادي البيئي في مدرستي، حيث تعلمت كيفية الحفاظ على البيئة من خلال طرق بسيطة. كما يلعب معلمي أيضًا دورًا كبيرًا في تعليمي كيفية اتخاذ إجراءات إيجابية للعناية ببيئتنا الغنية". علاوة على ذلك، قالت أبرار، وهي عضوة في أحد الأندية البيئية المدرسية الأخرى: "الاهتمام ببيئتنا هي مسؤوليتنا. في نادينا البيئي، قمنا بتطوير خطط التدخل والإجراءات لتصبح مدرستنا صديقة للبيئة. بالمعرفة والمواد التي تلقيناها من مشروع "Go Green"، قمنا بالعديد من الأنشطة البيئية في مدرستنا“.
قام هذا المشروع بتزويد أعضاء الأندية البيئية للمدارس (740 طالب وطالبة) بالمعرفة والمعدات والإمدادات اللازمة ليحافظوا على بيئة مدرستهم وليصبحوا مشرفين ومدافعين عن البيئة. من خلال المشروع، بدأت المدارس بتقليل النفايات البيئية الخاصة بها، فبدأت باستخدام التقنيات التي تساعد على حماية البيئة من حولها، مثل "التقليل من استخدام الورق"، وإعادة تدوير الورق لإنشاء مشاريع فنية، وتقليل النفايات البلاستيكية وغيرها من النفايات وإعادة تدويرها، وتصنيع المساد العضوي، وإعداد مراكز إعادة التدوير، والحفاظ على الطاقة والمياه، وكذلك إنشاء حدائق في المدارس.