مسافرة بين عالمين
استمع للقصة هنا
العالم العزيز
هاي مش قصة حب، هاي قصة حياتي
أنا عمري 25 سنة من سوريا. علمتني الحرب انو الأشياء الصعبة ممكن تتحول لنعمة.
لما كنت 17 سنة رحت ازور صاحبتي بعد المدرسة. كانت صاحبتي المقربة وكنا نلتقي بعد المدرسة اما في بيتي او بيتها. اليوم كنت انا رايحة على بيتها وكان قريب من بيتي. عشان هيك اهلي ما كان عندهم مانع اني اروح لعندها مع انو كان في حرب. الحمدلله حيّنا كان امان والحرب بعيد عن مدينتنا. ما كنا نحس انو في حرب قريبة، كان عادي او على الاقل بالنسبة النا.
بهداك اليوم، رح لعندا عشان ندرس. ما كانو اهلها في البيت، عادة هنن مو بالبيت لانن بشتغلو. بس بهداك اليوم كان اخيها الكبير بالبيت وكان هاد الاشي غريب لانو نادرا مايكون موجود. كان يطلع على التلفزيون لما وصلت. رحنا دغري على غرفتها وبشلنا ندرس بعد النميمة طبعا. بعد ساعة كاملة، طلعت وحكت رح ترجع بعد خمس دقايق. بس بعد شوي فتح باب غرفتها، كان اخوها. ما عرفت شو احكي بس بحلئت فيو. دخل الغرفة وسكر الباب وراه واعتدى على.
تغيرت حياتي بهداك اليوم. بعد هاد الاشي صاحبتي ما عاد رجعت للغرفة مع اني انتظرتها. لما رجعت على البيت ما خبرت اهلي. اخدت دوش وحبست حالي في الغرفة. عملت حالي اني مريضة وبركت في الغرفة لأسبوع كامل. بعدين امي بعتتني على المدرسة بالغصب بدون ما تعرف شو صار معي. ما عرفت شو اعمل لما وصلت المدرسة. شافتني صاحبتي هناك وبقيت تمشي معي بلا ما تحكي ولا حرف. انا وقتها عرفت انو صاحبتي الروح بالروح خانتيني. حاولت جهدي اتصرف عادي لأحمي حالي. دايما بنسمع عن قصص متل هيك والبنت ياما بتنقتل او اسوء، بزوجوها لمغتصبها.
قررت ابقى ساكتة وعيش حياتي قد ما بقدر. كنت كتير حابة كمل تعليمي وابني مستقبل ناجح. بعد بس ست اسابيع انتبهت انو الدورة متأخرة صارلا تلات اسابيع. ما كنت بدي اروح على الدكتور تأعرف السبب. انا كنت حامل، مو متزوجة. كنت حامل بابن الزلمة اللي اعتدى علي.
حست الموت دق على بابي او اسوء اني رح اتزوج الزلمة اللي ازاني. دغري طلعت بخطة. شوف، بعد ما بلشت الحرب اتقسمت سوريا لمناطق كتيرة. كل منطقة الها قوانينها وانظمتها. ما عاد المناطق هاي متصلة مع بعض تحت علم واحد كانو كل وحدة منن دولة لحالها. قررت اني روح مطرح ما حدا معرفني وهيك عملت.
وفي عتمة اليل، لميت اغراضي في شنتة صغيرة. ما قدرت اخد شنتة سفر معي واخدت الاشياء الضرورية لحتى ما حد يلاحظ وقت رحلتي الخطيرة. وهيك صرت مسافرة في بلدي بس حسي انو عالم اخر. وبعد رحلة تلات ايام بعيدة عن الطرق الرئيسية، وتجنب نقاط التفتيش والسفر وقت الليل وصلت اخيرا على وجهتي.
وصلت على مخيم النزوح وماحد بيعرف اسمي. نمت الليلة الاولى برة المخيم ورى الشجر. والصبح شفت ام عم تحكي مع ابنها. كان وشها لطيف وعملت شي عمري بحياتي ما فكرت اني اعملو. الفت قصة وحكتلها اني فليت من قرية انقصفقت وزوجي انقتل. لطالما كنت ممثلة شاطرة وصدقتني.
اخدتني على الكرفانة لعندها وسمحتلتي اخد دوش. وبعد اخدتني على تسجيل المخيم. هنيك بوفرو مكان وأكل ودعم نفسي للنازحين عشان يبركو في.
ما عرفت انو الست اللي اخدتني ودارت بالها عليى جوزها متوفي في الحرب قبل فترة قصيرة. خبرتني انو بصير ابقى معها لحتى لاقي محل ابقى فيو. بعد شي سنة، سنة واشي انا هلا مع ابني وعايشة مع الشخص اللي انقذتني. انا بنظر الها على انها اختي الكبيرة. مش هاي الحياة اللي تصورتها الي قبل سنتين اكيد. بس انا باّمن انو بعض تجارب الحياة بتجيب معا الأمل. بالنسبة الي الأمل هو الطفل اللي بحملو بين ادي كل يوم.
محبتكم،
الفتاة مع الطفل