علقانة في عالم افتراضي
استمع للقصة هنا
العالم العزيز،
هاي مش رسالة حب، هاي قصة حياتي.
عم بكتب المكتوب لاني بشعر بالوحدة. بعيش مع أبي ومرت أبي في قرية كبيرة. كل حدا بعرف اسمي وبعرفني بس بحس حالي وحيدة. ما طلعت من البيت من تلات سنين بس اتعودت. عندي كل العابي هون بالغرفة. هنن رفاقتي حتى بعد ما صار عمري 21 سنة. خليني خبركن كيف وصلت لهون. كلو بلش قبل ست سنين...
لما كان عمري 15 سنة، خبرتني مرت أبي اني رح اتزوج. أنا من عيلة تقليدية وقد ما نجحت كبنت، نهايتك انك تتزوجي قبل ما تخطي اي خطة لتحققي احلامك.
أنا ما بعرف اشي عن الزواج وفكرت:
"فكرت لحالي، أنا طفلة. يا رب ما يسير. يا رب ما أموت".
كنت مرعوبة وحتى عمي حاول يوقف يوم عرسي. خبر ابي "كيف بتفرط بالبنت؟ عم تدمرها"
مع انو حاول يوقفن بس ضلو يلبسوني فستان العرس. تركت البيت وانا ببكي وما وقفت بكي وحتى وانا بدخل بيت عيلة زوجي. اعطوني غرفة نادرا ما طلعت منا. كنت حاسة بالخجل والاحراج وضليت افكر:
"كيف بدي روح على الحمام … كيف بدي اكل معن.. ما بعرفن!"
حاول زوجي يتمم الزواج مرتين بس ما زبط. كنت كتير ضعيفة ولما قرب مني كان يغم علي. خبرت عيلتي لما اجو يزوروني. كان عمي معن وخبرني لم اغراضي واجي معن وانو رح ياخدني من هون. بس ابي منعو وطلعو برة بيت حماي بمساعدة اخي. اما بالنسبة لمرت ابي كانت تحكي "اذا ما صار اليوم مو مشكلة رح بصير بكرة". واكيد كانو يتحاكو عن اتمام الزواج، الفعل بيعمل الزواج القانوني في الاسلام. حتى رحنا لعند شيخ وخبرنا اذا ما تم الزواج خلال سنة يعتبر الزواج باطل.
بعدا أخذني زوجي للدكتور لحتى اعمل شوي فحوصات طبية، وقتها اكتشفت لعنتي ومباركتي: انا مصابة بمرض نادر اسمو قصور الغدة النخامية. هاد المرض بخليك ضعيفًة كتير ومو قادر تحملي بالأطفال.هاد بعني كمان انو زوجي عندو هلأ اسباب مشروعة ليطلقني في المحكمة، وهاد بالزبط اللي صار بعد 20 يوم من زواجي.
كنت كتير سعيدة اني رجعت على البيت، في غرفتي، مع عيلتي وألعابي ... ما أهتميت بمرضي؛ ما ازعجني. صح، لازم اخد أدوية طول عمري، بس استرجعت حريتي، وهاد أكتر اشي بهمني.
بعد طلاقي، بلشت ارجع البس اواعي ملونة، وطلعت العب مع الأولاد في مثل عمري ... في النهاية، الكل كانو ما يقبلو يلعبو معي؛ وبلست ألاحظ كيف رح ينظر الناس إلي. كانو يهمسو ويوجهو أصابع الاتهام إلي. بعد فترة قصيرة، ما حد في الحي الي أسكن فيه حكى معي، وبسرعة فهمت أنو السبب ما كان عشان المرض اللي خلاني ضعيفة، بس لأني مطلقة.
كفتاة مطلقة، تحولت إلى مرض في عيون الناس. المكان الي كان بالنسبة الي بيت رفضني وطردني. زتوني في زنزانة السجن في عالم خيالي خلقته في غرفتي الآمنة. عشان هيك بطلت اطلع من البيت واستسلمت لعقوبة السجن مدى الحياة بين الألعاب بدل من الناس.
بعد كل اشي، ما كانت الأمور في المنزل سيئة كتير. طالما كنت اطبخ وأنظف وأغسل الغسيل وانظف بعد إخوتي، ما حد بزعجني. كانوا بسمحو اضل في غرفتي بسلام وين قضيت فترات بعد الظهر والمسويات الطويلة في عالمي الخيالي.
بتمنى اخلص رسالتي بملاحظة أكثر سعادة، أو بقصة بتشابه سندريلا. بس تذكر!سندريلا كان عندها الفئران يساعدوها تتطلع؛ وكانت تقاتل بس اختين ومرت اب. أنا عندي ثقافة كاملة وافقة في طريقي.
أرجو بصدق الي بقرء رسالتي او بمر بتجربه بتشبه تجربتي يكون عندو زيادة إرادة وشجاعة ليطلع من السجن الذي فرضه على حاله، بس في الوقت الحالي، أنا في سلام معي.
تفضلوا بقبول فائق الاحترام،
عروس قاصرة سابقة